فيلم ‘Nameyên Ji Şengalê’ يُعرض في الذكرى السنويّة لتحرير شنكال

تحدّثت المخرجة ديرسم زيرفان عن تجربة فيلم ‘Nameyên Ji Şengalê’ الذي سيُعرض في الذكرى السنويّة لتحرير شنكال، وذكرت أنّ هدفهم هو إيصال رسالة وحقيقة مقاومة المقاتلين والمجتمع في شنكال.

شهدت عملية تحرير شنكال تجارب استثنائيّة عديدة وتمّت صناعة الأفلام من قصص المقاومة. ومن الأفلام التي تتحدّث عن شنكال، فيلم ‘Nameyên Ji Şengalê’ بمعناه العربي “رسائل من شنكال” الذي سيُعرض في الذكرى السنويّة لتحرير شنكال.

توجّه داعش إلى شنكال بعد احتلاله لمدينة الموصل وبدأ في الـ 3 من آب عام 2014 بارتكاب المجازر في جنوب جبل شنكال. وبأوامر من الحزب الديمقراطي الكردستاني انسحب الآلاف من البيشمركة من شنكال آنذاك دون قتال. وجرت المقاومة هناك بقيادة قوات الدفاع الشعبي ووحدات المرأة الحرّة- ستار ومقاتلي ومقاتلات وحدات حماية الشعب ووحدات حماية المرأة ثم وحدات مقاومة شنكال ووحدات المرأة شنكال. وتمّ تحرير مركز مدينة شنكال من مرتزقة داعش بعمليةٍ عسكريّة واسعة في الـ 13 من تشرين الثاني عام 2015.

وتحدّثت مخرجة فيلم ‘Nameyên Ji Şengalê’ ديرسم زيرفان لوكالتنا عن الفيلم.

في البداية، استذكر مقاتلي الحريّة الـ 17 الذين استشهدوا بالأسلحة الكيماويّة مؤخّراً، وأنحني إجلالاً لهم. وأدين الجرائم الوحشيّة التي ترتكبها دولة الاحتلال التركي. وأحيي بفخر نضال شبابنا وشاباتنا الذين يقاومون في خنادق الأمل في الجبال الحرّة، والذين أصبحوا يمثّلون الأمل والتفاؤل بالنسبة لهذا الشعب وسبب عيشه بحريّة. كما أحيي انتفاضة المرأة في روجهلات كردستان التي اندلعت في شخصية جينا أميني وتستمرّ تحت شعار .Jin Jiyan Azadî”المرأة الحياة الحريّة” الذي لقي صدىً عالميّاً.

الفيلم نتاج نسائي

إنّ هذا الفيلم نتاج نسائيّ من ناحية السيناريو والإخراج أيضاً. فالنساء أيضاً كنّ من بين فرسان شنكال، وبشكل عام يُدار ويُنظّم مع طاقمٍ نسائي. فقد كانت المرأة ناجحةً وفاعلةً رغم هيمنة العقلية الحاكمة والقمع. وقد كان للتضامن النسائي تأثيرٌ كبيرٌ على كادر هذا العمل. وكان عملاً ناجحاً لأنّه يحمل مغزىً كبيراً.

بدأ العمل على هذا الفيلم نهاية عام 2018. وقد نظّمنا هذا العمل كفريقٍ نسائي. كما نعلم شنّ داعش عام 2014 هجوماً وحشيّاً على مجتمعنا الإيزيدي وكانوا يتاجرون بمصير هذا المجتمع، لذا كانت هناك حاجة لصناعة فيلمٍ يروي التجارب والمراحل التي مرَّ بها مجتمعنا الإيزيدي ويتحدّث عنه. مدّة الفيلم ساعة ونصف. فقد كان يجب أن يتمّ محاكاة عملية تعرّض آلاف الأشخاص للقتل والمجازر والتهجير، والموت جوعاً وعطشاً، واختطاف آلاف النساء وبيعهنّ في الرقّة، وتنفيذ الفرمان الـ 73.

لذلك كانت كان من الضروري صناعة فيلم يتحدّث عن عملية احتلال الموصل وتل عفر واقتراب داعش من شنكال، وتوجه مقاتلي الحرية للدفاع عن المجتمع، إضافةً لمجيء الفرسان الـ 12 وفي النهاية تحرير شنكال من داعش. وتبدأ قصّة الفيلم في هذه المرحلة.

* لماذا اخترتم شنكال بالتحديد لصناعة فيلمٍ عنه ولماذا اسميتم الفيلم بـ‘Nameyên Ji Şengalê’أي”رسائل من شنكال”؟

شهد شنكال ألماً كبيراً ومقاومةً لا مثيل لها وهذا أساس قيّم لصناعة فيلم. ولهذا وجدنا أنّه من المهم والضروري وصف ذلك بفيلم وإظهار حقيقة المجتمع الإيزيدي من ناحية الثقافة الأصليّة.

* ما هو هدفكم من صناعة الفيلم؟

هدفنا هو إيصال رسالة وحقيقة مقاومة المقاتلين والمجتمع هناك للجميع. لذا ينقل كلّ شخصٍ منهم حياة الأشخاص من حولهم من خلال التحدّث عن تجاربه وحياته.

وقد بدأ العمل على هذا الفيلم في ظلّ ظروفٍ صعبةٍ جدّاً، فقد كانت هناك تهديدات وهجمات كثيرة على المجتمع الإيزيدي، كما كانت الدولة التركية تحيك الألاعيب ضدّهم وتشنّ الهجمات عليهم أيضاً. فعلى سبيل المثال، وقع هجوم على شنكال أثناء العمل في هذا الفيلم واستشهد الرفيق زكي شنكالي.

ولقي مشروع الفيلم حماساً كبيراً. فقد قدّم أهالي شنكال مساعدةً كبيرة لطاقم العمل. لقد كانت مرحلةً يتقدّم فيها الحشد الشعبي من جهة ويحيك الحزب الديمقراطي الكردستاني الألاعيب من جهةٍ أخرى. لكنّ أهالي شنكال دعموا عملنا رغم ذلك. ويمكن القول أنّ حياة طاقم العمل كان أيضاً تحت الخطر. فقد كان طاقم العمل كبيراً ويضمّ أشخاصاً من أجزاء كردستان الأربعة وأشخاصاً أتراك وأمميين. كما كان عملاً جماعيّاً كومينالياً يشارك فيه الجميع بحب. لم نتمكّن من العمل لعشرات الأيام أحياناً بسبب الأحداث التي وقعت أثناء العمل، لقد واجهنا صعوباتٍ كبيرة لكنّ تمّت بمشاركة الأهالي صناعة فيلمٍ قيّم وهادف.

* هل يا ترى صنعتم أفلاماً أخرى حول هذا الموضوع؟

في الواقع، لقد قمنا بصناعة فيلمين، الأول ‘Nameyên Ji Şengalê’ وهو جاهز الآن، والآخر بعنوان ‘Siwarên Şengalêʹ ومعناه العربي “فرسان شنكال” والذي سيكون متاحاً للمشاهدين خلال فترةٍ قريبة. ويروي الفيلمان تجارب وقصص مختلفة.

عُرض فيلم ‘Nameyên Ji Şengalê’ لأوّل مرّة في مهرجان لندن السينمائي الدولي، كما قمنا بإرساله لمهرجاناتٍ أخرى وإن أُتيحت الفرصة سيُعرض في أوروبا وخاصةً للجمهور الإيزيدي في الذكرى السنويّة لتحرير مدينة شنكال. كما سنعرضه في روج آفا في الـ 13 من شهر تشرين الثاني الجاري، وفي الأساس كان ينبغي عرضه في شنكال لكنّ لم تتح الإمكانيّة لذلك الآن، لكنّه سيُعرض هناك قريباً. فقد بذل هذا المجتمع جهداً كبيراً.

* كيف اخترتم الممثلين ومن هم؟

إنّ الأشخاص الذين عملوا في هذا الفيلم هم أشخاص من مجتمعي شنكال وروج آفا والمقاتلين من كلا المجتمعين، وقد لعب العديد من الممثلين أدواراً قريبةً من واقعهم.

لقد دعمت روج آفا شنكال، وشاركت في ذلك أجزاء كردستان الأربعة في الواقع كانوا أكثر من 30 شخصاً، وكانت إمكانياتنا محدودة وعملنا صعباً، لكنّ الرفاق شاركوا بأقصى ما يملكون في العمل لإنجاحه.

ومن بين المقاتلين الذين مثّلوا في الفيلم؛ المقاتل أوجلان الذي استشهد بعد عودته إلى روج آفا في سري كانيه، والذي بذل جهداً كبيراً في الفيلم ولعب في الفيلم دور فارس من فرسان الحريّة.

ومن بين الذين تعاونوا معنا في صناعة هذا الفيلم ووضعوا بصمتهم فيه أيضاً الرفيق هجار الذي استشهد خلال مقاومة معركة الخابور.

ولهذا فبقدر ما يتحدّث هذا الفيلم عن الشهداء فإنّه أصبح أيضاً نتاجاً للشهداء ومن صناعتهم، فقد استشهد عددٌ من “فرسان شنكال”.

إنّ الأدوار والتجارب مبنيّة على أحداثٍ حقيقيّة. وقامت الرفيقتان هدار ونتوي بعملٍ عظيم في شنكال قبل الفرمان ويتمّ وصفهما الآن في شنكال كأسطورتين، ويتم ذكرهما في الفيلم باسمي روج وستيرك، لقد استخدمنا أسماءهما كرموز، وأنا أُحيّ هاتين الرفيقتين.

* ما الذي تودّون قوله للمشاهدين في الختام؟

إنّ هذا الفيلم نتاج جهدٍ كبير وعملٍ شاق، فالعمل الفنّي على هذه الأراضي يواجه صعوباتٍ وتحدّياتٍ كبيرة وإمكانياته محدودة، لأنّ جميع أجزاء كردستان محاصرة وتتعرض للهجمات والتهديدات. ولكنّنا ورغم ذلك نرى أنّه من الضروري والمهم عرض جميع تجارب ووقائع حياة شعبنا كأعمالٍ فنيّة.

أتمنّى أن ينال فيلم ‘Nameyên Ji Şengalê’ إعجاب الجميع وأن تصل رسالته للمشاهدين وأن يكون جديراً بمقاومة شنكال ويتمكّن من نقل حقيقتها للعالم أجمع. نحن نُسعد بمثل هذا العمل ونفتخر به، وأتمنّى الحريّة والانتصار للشعب الكردي بأسره.

وكالة أنباء هاوار

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى