رفضا لاتفاقية أكتوبر… أهالي شنكال يوجهون رسالة إلى السوداني
شارك كافة أبناء قضاء شنكال في مسيرة، اليوم الجمعة، احتجاجا على إدارة الحكومة العراقية لملف لشنكال، وإلغاء زيارة رئيس الوزراء للقضاء، بالإضافة للتعبير عن غضبهم من إصرار جنين بلاسخارت من محاولة إجبار الإيزيديين على قبول تطبيق اتفاقية “بغداد-هولير”، ووجهوا رسالة إلى رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني.
خرج أبناء قضاء شنكال من كافة مكوناته وأطيافه وأديانه، وأدلوا ببيان موجه إلى رئيس مجلس الوزراء، محمد شياع السوداني، حيث انضم كل من (حزب الحرية والديمقراطية الإيزيدي PADÊ، حركة حرية المرأة الأيزيدية (TAJÊ)، حزب الاتحاد الوطني الكردستاني (YNK)، ومؤسسات الإدارة الذاتية لشنكال، إلى المسيرة.
وقرأ البيان عضو مكتب السياسي لحزب الحرية والديمقراطية الإيزدي، سليمان حجي، وجاء في نص البيان:
“نحن أهالي مدينة شنكال وكل المجمعات والبلدات والقرى التابعة لها، سواء أولئك الذين عادوا إلى أرض شنكال المظلومة، أو من بقي منهم معزولا عن العالم الخارجي ومنسيا في مخيمات النزوح.
نتقدم أولا، بالعتب الشديد على الطريقة التي تدير بها الحكومة العراقية ملف شنكال، والتي كان آخرها، إلغاء السيد رئيس الوزراء زيارته إلى شنكال دون مبرر مقنع، ودون تقديم أي اعتذار يعيد إلينا اعتبارنا. ونتقدم ثانيا، بإعلان غضبنا الشديد من إصرار السيدة جنين بلاسخارت، وبدون كلل ولا ملل، من محاولة إجبار الايزيديين على قبول تطبيق الاتفاقية الأمنية سيئة الصيت بشكلها الحالي، رغم المخاطر الشديدة التي قد تتسبب بها من إثارة النزاعات ونشر الفتنة وربما إشعال حرب في المنطقة، قد تؤدي إلى نزوح الايزيديين مجددا بعد أن استغرقت رحلة عودتهم إلى شنكال، سنوات طويلة.
أولا: دولة رئيس الوزراء، إن تراجعك غير المبرر عن زيارة شنكال، أثار غضب الإيزيديين في كل مكان، وفتح الباب مباشرة أمام تزايد خطاب الكراهية ضد الايزيديين، وإلى تعرض مناطقنا للقصف دون أي موقف حكومي واضح، وبقدر ما نكن الاحترام العالي للسيد رئيس الوزراء، خصوصا بعد قراره التاريخي بإصدار قرار تمليك المنازل للإيزيديين، بقدر ما نشعر تجاهه بالغضب وعدم الرضا، لأن تخليه عن أهله في شنكال، تسبب بضرر بالغ للإيزيديين، وأعاد قضية شنكال إلى المربع الأول.
ثانيا: إلى السيدة جنين بلاسخارت: منذ إقرار اتفاقية شنكال في أكتوبر من عام 2020، وأنت تضعين شرط تطبيقها كأساس لإعادة إعمار شنكال وتثبيت الاستقرار في المنطقة، وآخرها الإحاطة التي تقدمتِ بها إلى مجلس الأمن في يوم 18 أيار 2023، ورغم أن الاتفاقية التي تم توقيعها تحت رعايتك، لم تكن ممثلة بالشعب الإيزيدي نفسه، لكن منذ توقيع هذه الاتفاقية المشؤومة والشعب الإيزيدي يعاني من قلق نشوب صراع في المنطقة، لأن كل الإيزيديين يدركون أن الاتفاقية هي باب من أبواب الحرب التي سيدفعون ثمنها.
ثالثا: إلى القوى السياسية العراقية: يتعرض أهلكم الإيزيديون في شنكال، وفي المخيمات، إلى خطر الوقوع مجددا ضحية صفقات يتم تمريرها على حسابهم، وقد يجدون أنفسهم من جديد ضحايا الموت أو النزوح، لهذا نطلب منكم الوقوف مع الشعب الإيزيدي في محنته هذه أو مساعدته على مغادرة البلاد بسلام.
وبناء على ما تقدم، نود أن نذكر السيد رئيس الوزراء، والسيدة بلاسخارت، بهذه المعلومات، لكي تساعدهم في إدراك حقيقة المشكلة التي يعاني منها الإيزيديون.
1- منذ هجوم داعش على شنكال في عام 2014، باعنا من باعنا إلى تنظيم داعش، وتعرض أكثر من 300 ألف ايزيدي شنكالي إلى أقسى الانتهاكات التي شهدها العصر الحديث، على يد أكثر التنظيمات الإرهابية وحشية وإجراما، وتم ذلك بعد أن غدر بنا أقرب الناس إلينا من جيراننا المحيطين بنا، وتخلت عنا الدولة العراقية كلها، وتركتنا نواجه مصيرنا لوحدنا في تلك الأيام السوداء، التي ذبح فيها مجرمو داعش في اليوم الأول فقط، وباستخدام السكاكين، المئات من الإيزيديين، وتركوا جثثهم مرمية في الشوارع.
2- الآلاف من أهالينا قتلوا في الأيام الأولى للهجوم الداعشي، والآلاف تم أسرهم من قبل داعش ولا نعرف مصيرهم حتى الان، والآلاف من نسائنا تم اختطفاهن وأخذهن سبايا في بلاد لم يعرفنها من قبل، وأكثر من 1500 طفل إيزيدي تم قتلهم أو تجنيدهم في معسكرات داعش في العراق وسوريا، ولا نعرف مصيرهم حتى الان. وأكثر من 5 آلاف منزل تم تدميره بالكامل في شنكال، والآلاف من بيوت الطين والحجر، تهدمت بفعل الرياح والأمطار، مئات الآبار تم ردمها، وآلاف المزارع والبساتين والأراضي الزراعية تم تدميرها.
3- أكثر من 80 مقبرة جماعية تم اكتشافها حتى الآن في مناطق شنكال تضم تحت ترابها آلاف الإيزيديين الأبرياء، واختلطت فيها عظام الضحايا المغدورين، حتى لم يعد ممكنا أن تتعرف الأم على عظام ابنها من عظام غيره من المغدورين الأبرياء، تماما كما حصل في المقابر الجماعية التي ملأت أراضي جنوب العراق.
هل تكفي هذه المعلومات لكي يدرك السيد رئيس الوزراء، الأثر السيء الذي تركه تخليه عن زيارة شنكال، ولكي تدرك السيدة بلاسخارت أن قضية شنكال أكبر من اتفاقية منقوصة قد تشعل حربا في أي وقت.
أثبتت الأحداث أن هذا كله لم يكن كافيا، ولهذا، وبناء على ما تقدم، ونظرا للجرح العميق الذي يشعر به أهالي شنكال، وكردِّ اعتبار للشعب الأيزيدي كله، نعلن الآتي:
1-لا يمكن لأهالي شنكال القبول باستقبال أي وفد حكومي، مهما كان نوع هذا الوفد، من أعلى هرم في الدولة إلى أصغر موظف في الدولة؛ نتيجة لما تعرضنا له من عدم احترام من قبل أعلى سلطة في البلاد.
2-لا يمكننا كشعب إيزيدي، الموافقة على استقبال السيدة بلاسخارت في أي بقعة من منطقة شنكال، لأنها تعاملت مع ملف شنكال وكأنها تمثل طرفا حزبيا واحدا وليس المجتمع الدولي، إلى درجة أنها صارت هي نفسها جزءا من المشكلة وليست جزءا من الحل.
3-بالنسبة إلى الاتفاقية الأمنية المرفوضة من قبل المجتمع الإيزيدي، نقول: إذا كان ما تعرض له الإيزيديون من غدر وخيانة في عام 2014، هو ثمن لصفقة عقدت بين تنظيم داعش وبين الأطراف الأخرى، وإذا كان الإيزيديون هم أيضا ثمن الصفقة التي عقدت بين الأطراف الموقعة على اتفاقية شنكال المجحفة في عام 2020، فإننا لن نقبل مجددا أن نكون ثمنا لصفقة ترضية بين الأطراف السياسية في العراق.
وعلى أي جهة تريد تطبيق هذه الاتفاقية رغما عن الإيزيديين أن تراجع نفسها مجددا، لكي تتأكد أنه لا مجال مطلقا لتطبيق اتفاقية خطيرة مثل هذه الاتفاقية الناقصة، حتى لو اضطررنا إلى إخراج عوائلنا إلى خارج شنكال، والعودة مرة أخرى الى قمة الجبل، للدفاع عن مستقبل أهلنا في شنكال.
الموقعون: “أهالي شنكال، فوق جبل شنكال، شمال وجنوب جبل شنكال، والمنسيين في المخيمات”.
شنكال. روج نيوز