مع عودة الأهالي… الحياة تعود إلى قرية خيالي في شنكال

يعود أهالي قرية خيالي الذين أبدوا مقاومة شديدة ضد داعش حين صدر قرار الإبادة بحقهم في 2014 إلى منازلهم، ويعيدون بناء أراضيهم بجهودهم الخاصة، ودعا أهالي القرية المهاجرين للعودة من الخيام إلى دورهم، قائلين: “لن يعمر أرضنا ولن تعود لها الحياة طالما أصحابها غائبون”.

شنت مقاومة لا مثيل لها في كل ركن من أركان أرض شنكال المقدسة وتحرر أرض الإيزيديين من أيدي الأعداء، وتم تحرير كامل أراضي شنكال بدماء فتيات وفتيان هذا البلد، وهي تحتضن مرة أخرى سكانها المهاجرين العائدين إليها.

كانت قرية خيالي الواقعة في غرب شنكال من معاقل المقاومة ضد تنظيم الدولة الإسلامية “داعش”، حيث قاوم الكريلا والمقاتلون في كل رقعة من هذه المنطقة، في المقابل كانت تشن داعش هجماتها المتواصلة كل يوم، إلا أن المقاومة المباركة في هذه المنطقة خيبت آمال الغزاة وأحلامهم ولم تسمح لعصابة داعش بتذوق نكهة الانتصار.

وفي قرار الإبادة القاسي الصادر في 2014، نزح أهالي القرية كغيرهم من المناطق التي هاجمتها العصابات المتطرفة واضطروا إلى مغادرة أراضيهم، ولكن اليوم مرة أخرى يعود الناس إلى منازلهم وتعود الحياة معهم إلى القرية.

من ناحية الخدمات، لم تقدم الحكومة العراقية والمنظمات غير الحكومية أي مساعدة لأهالي خياليإلا أن ذلك لم يتسبب في منع الناس من العودة إلى أرض أجدادهم وآبائهم، ويواصل سكان القرية حياتهم من خلال تربية الأغنام وإعادة بناء منازلهم.

ولتسليط الضوء على قرية خيالي قمنا بزيارة القرية، نظرًا لأن هذه القرية تقع على حافة جبل شنكال وهي واحدة من أكثر الأماكن التي تهطل فيها الأمطار منذ سنوات عديدة، وربيع القرية ومناظر البيوت القديمة يشد الأنظار إليها فوراً.

“عودة 60 عائلة إلى القرية

يوجد الآن حوالي 60 عائلة في قرية خيالى، وعندما دخلنا القرية التقينا بـ علي عليكا الذي كان مشغولاً ببناء منزله، وكان حوله عدد من العمال الذين كانوا يساعدونه في بناء المنزل وانضممنا إليهم، وعبروا لنا عن سعادتهم بالعودة إلى أرض أجدادهم وقد كانت ملامح وجوههم المبتسمة تدل على سعادتهم الغامرة بالعودة.

“العودة إلى شنكال هي الخيار الأفضل”

وتحدث عليكا بفرح كبير لبنائه منزله وعودة الحياة في قريته، وقال: “كم سنعيش في أوطان الناس؟ إن العودة إلى شنكال هي أفضل خيار لنا، لقد مرت ثلاث سنوات منذ أن عدنا إلى منازلنا في شنكال، بعد أن انتهى تهديد داعش لقريتنا، وإننا سعداء للغاية لأنه لا يوجد مكان أفضل من مكاننا، صحيح أن هناك صعوبات في الحياة لكن في الحقيقة نحن أحرار هنا والقرية كلها ملكنا.

ودعا علي عليكا المهاجرين في مخيمات إقليم كردستان للعودة من الخيام إلى النجوم الساطعة في سماء مدينتهم.

“لن تعود الحياة للقرية إلا بعودة أصحابها”

ودعا حسين نجار وهو من سكان القرية، أهالي خيالي كل من لديه الإمكانيات لبناء منزل خاص به بمجهوده الشخصي، وتابع: “هناك العديد من منظمات الإغاثة في شنكال لكنهم لا يتعاملون مع الجميع بمساواة ولا يعملون بضمير، وحتى الآن لم يقدموا لنا أية مساعدة ولهذا السبب نحن من يقوم ببناء منازلنا”

وأضاف: “أي شخص يريد العودة للقرية يستطيع ترميم وبناء منزله، لأنه لا يوجد شخص ينعم بالراحة في بلاد ليست له، وإن شنكال لن يعاد بناؤها ولن تعود الحياة فيها إلا بعودة أصحابها”.

شنكال. روج نيوز