شنكال… من الإبادة نحو الحرية2

قام الإيزيديون حماة الشمس أيام الإبادة بالتوجه نحو حقيقة القائد آبو ووقعوا معاهدة جديدة للوجود الحرب وسط جحيم الإبادة، تم الثأر للإيزيديين، يقول القائد آبو: “نحن في عصر الحرية، في جبال الحرية، في مسيرة الحرية وفي حرب الحرية.”

حتى سنوات إبادة 2014، كان قد تعرف قسم من المجتمع الإيزيدي على فكر وفلسفة القائد آبو حيث توجه المجتمع الإيزيدي من الشمال وروجافا وفي أوروبا نحو فكر الحرية، وانضم العشرات من قادة المجتمع الإيزيدي على هذا الأساس إلى حركة الحرية، لكن تعرف إيزيديو شنكال خاصة على فكر القائد آبو للمجتمع الإيزيدي بشكل أفضل في إبادة 2014، عندما توجه مئات طلابه إلى حماية شنكال المقدسة.

باتت حقيقة القائد آبو والمجتمع الإيزيدي تقترب من بعضهما أكثر من أي وقت مضى، وأصبح كبار السن والشباب والأمهات والنساء الإيزيديات يستغيثون بآبو، وخرج عشرات آلاف الإيزيديين مثل الكربلاء إلى الصحارى ينادون “آبو” مؤمنين فقط بدينهم القديم وآلهتهم المقدسة وآبو، وهكذا كان يتوجه الإيزيديون حماة الشمس نحو حقيقة القائد آبو، وباتوا يسطرون ويبصمون على عقد جديد للوجود الحر أيام الإبادة.

تقييمات القائد آبو لإبادة 2014 كانت توضح للعيان ثقل الإبادة الأخيرة:”في الحقيقة، تم قتلنا والاعتداء علينا جميعاً…” ولقال بنداء تاريخي: “يجب أن تعيش الإيزيدية”، يعني يجب أن يعيش جذر وأصل وجودنا، وحمل طلابه بقيادة عكيد جفيان ودلشير هركول وسعيد حسن ودجوار فقير هذا العبء التاريخي على أكتافهم وتحملوا كرامة هذه المسؤولية حتى شهادتهم.

القائد آبو: ثأرنا للشعب الإيزيدي!

بعد مقاومة ملحمية لا تقل أهمية عن ملحمة درويش عبدي، تم تحرير مركز شنكال في 13 تشرين الثاني 2015، وكان القائد آبو في جزيرة إيمرالي يتابع أخبار شنكال بانتظار بشرى تحريرها، وقال حينها: “أحب شعبنا في شنكال جداً، ونستطيع الحديث عن حدثين لحرية وتحرير شنكال، الأول هو درويش عبدي والثاني هو كفاح ونضال رفاقنا، حيث واجه الشعب الإيزيدي من شنكال وحتى الرقة الإبادة الجماعية، لكننا هزمنا القوى الظلامية في كل هذه الساحات وانتقمنا للشعب الإيزيدي، لذا نحن سعداء، سلامي وتحياتي اللامحدودة لشعب شنكال، لا داعي ليعيشوا القلق بعد الآن فليبنوا حياتهم الحرة.”

وبدأت همة المجتمع الإيزيدي، فالمقاومة والدفاع عن شنكال من جانب وعلى الجانب الآخر أعمال بناء الحياة الحرة، كانت معجزة في الحقيقة، مجتمع رقبته تحت سيف الإبادة وهو يبحث عن الوجود الحر وبلا شك كان يستند إلى فكر وفلسفة جديدة، فكر الحرية التي انتهجها القائد آبو، فيا ترى لولا وجود حقيقة القائد آبو وفلسفته هل كانت ستتحقق هذه العملية؟

هذا الفكر والفلسفة الجديدة لم تكن بعيدة عن جوهر المجتمع الإيزيدي، كان القائد آبو يستند في حقيقته إلى المجتمع القديم التاريخي، حيث صان المجتمع الإيزيدي هذه الحقيقة عبر التاريخ وقدم تضحيات جسام في الدفاع عنها، حقيقة الإيزيدية والقائد آبو في جوهرهما ليسا بعيدين عن بعضهما، لذا رأى المجتمع الإيزيدي ماضيه وحاضره ومستقبله في هذا الفكر واعتنقه.

“طريق النساء الإيزيديات مفتوح حتى النهاية”

بدأ هذا الفكر بإجراء تغييرات في المجتمع الإيزيدي على مستوى الثورة، أحدها كانت حقيقة المرأة الإيزيدية، كان يقول القائد آبو لأجل النساء الإيزيديات:” أرى ما تعيشه النساء الإيزيديات، أحزن جداً، أنتم الناس بشكل خاص تكاتفوا معاً وارفعوا من مستواكم، قد لا يرى المجتمع في الحرب والسياسة كعمل للنساء ولكنهما ليسا حكراً على الرجال، طريقكم أنتم النساء مفتوح حتى النهاية، لا حياة بدون النساء.”

اعتمدت النساء الإيزيديات على رؤية القائد هذه كأساس لعملها ابتداءاً من الدفاع وحتى البناء في كل ساحة وميدان في شنكال وقامت بدورها القيادي المستمر إلى الآن في كل ميدان للحياة والعمل في شنكال.

سياسات الإبادة الثقافية بعد الإبادة الجماعية

حاول القائد آبو بعد الإبادة الجماعية فتح الطريق والآفاق أمام المجتمع الإيزيدي بآرائه وأفكاره وتحذيراته لحمايتهم ضد سياسات الإبادة بمختلف أشكالها، لافتاً الانتباه بشكل خاص إلى سياسات الدولة التركية المحتلة وعائلة البارزاني قائلاً:” سيفعلون كل شيء لمنع عودة الإيزيديين إلى شنكال مرة أخرى”، وحقاً قام بعد الإبادة الجماعية بأسر عشرات آلاف الإيزيديين في المخيمات، ورغم كل ذلك عاد مئات آلاف الإيزيديين إلى أرضهم المقدسة لكن لا يزال العديد منهم تحت سيطرة ب د ك.

“يجب أن يعود الإيزيدون إلى شنكال لحماية أنفسهم”

كان القائد آبو يحذر المجتمع الإيزيدي في موضوع الهجرة بالأخص ويدعوهم للعودة إلى شنكال، قائلاً:” يريدون بالحرب الخاصة وبهذه الأساليب إخراج الإيزيديين إلى أوروبا، وهذا يعني إبادة الإيزيديين، ليس هناك الكثير من الإيزيديين في شنكال حالياً، هذا الوضع خطر جداً من الناحية التاريخية والاجتماعية والثقافية، إن لم يعد الإيزيديون إلى أرضهم القديمة شنكال فستكون كارثة كبيرة، تخلصوا من إبادة الوجود ولكن لم يتخلصوا من الإبادة الثقافية، ليحمي الإيزيديون أنفسهم أمامهم فقط طريق واحد وهو العودة إلى أرضهم القديمة شنكال.”

واستجابة لهذا النداء عاد عشرات آلاف الإيزيديين إلى أرضهم المقدسة وبدأوا ببناء إدارتهم الذاتية، حيث أوضح القائد آبو أن الطريق الوحيد لحماية الوجود هو بناء المجتمع الديمقراطي ونظام الإدارة الذاتية، لأنه لا يزال هناك خطر لعودة قوى مثل داعش مرة أخرى إلى شنكال أو أن يحاول النظام البعثي والرجعية العراقية إتمام إبادة الإيزيديين، وما حصل في الآونة الأخيرة من التهديدات والهجمات والمخاطر ما هو إلا تأكيد على هذه الحقيقة.

“نحن في عصر الحرية”

تستمر محاولات إتمام إبادة الإيزيديين وإنهائهم حتى يومنا هذا، لكن بات المجتمع الإيزيدي منظماً ضد هذه السياسات ويستطيع الرد على هذه الهجمات، ويشير القائد آبو في رسائله الأخيرة للمجتمع الإيزيدي الانتباه إلى هذه الحقيقة والعصر الذي نعيشه بالقول:” نحن في عصر الحرية وفي جبال الحرية وفي مسيرة الحرية وفي حرب الحرية، أثبت التاريخ أن هذه المسيرة الكبرى هي التي لا تسقط أبداً ولا تفشل وأقرب إلى النصر والأجمل، الشعب الإيزيدي له قيمة كبيرة، أبارك مجلسهم، وليكن العمل التنظيمي قبل كل شيء، لا تعطوا الأمان لأي شيء آخر خارج هذا.”

يقف المجتمع الإيزيدي بقوته التاريخية القديمة وبفكر وفلسفة الحرية ضد هجمات الإبادة، بالأخص لبناء الإدارة الذاتية التي تمثل نظام الحياة الحرة للإيزيديين وتضحي بالكثير في سبيل الدفاع عنها، ويظل المجتمع الإيزيدي محافظاً حتى النهاية على الحقائق المثبتة في قصيدة درويش عبدي التي تقول:

ليأتي الموت كيفما ومن أينما أراد، لم نعد نقلق”

الكردية والحياة الحرة المضمونة هما حقيقتنا”

شنكال. روج نوس

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى