مجزرة تلعزير… قصة شاب ارتقى شهيدا قبيل عرسه بيوم واحد

تعرضت تلعزير ومجمع سيبا شيخ خضر لهجوم بسيارات متفجرة قبل 15 عاماً، وفقد نتيجتها الكثير من العشاق والأحبة والآباء والأمهات حياتهم، كان صباح ميرزا يجهز لعرسه حين أصبح ضحية في هذه المجزرة، فنصبوا خيمة العزاء له بدل الاحتفال بعرسه.

تعرضت ناحية تلعزير ومجمع سيبا شيخ خضر التابع لشنكال في 14 آب عام 2007 لهجوم بتفجير 4 سيارات مفخخة ما نتج عنه مجزرة كبيرة، ولم يتم الكشف رسمياً عن عدد الضحايا والجرحى فيها، لكن وفقاً لمعلومات غير رسمية، فقد استشهد خلالها 600 شخص وأصيب 700 آخرين، ولا يزال مصير الكثير من المواطنين هناك مجهولاً.

هناك الكثير من القصص المؤلمة التي لا يزال أهالي تلعزير يروونها حتى الآن، بالإضافة إلى الضحايا والأضرار الكبيرة التي نجمت عن هذه الهجمات حينها، حيث فقد فيها الكثير من النساء والأطفال والفتيات والشباب والأمهات والآباء والعشاق حياتهم وتفرقوا عن بعض، إحدى هذه القصص هي قصة صباح ميرزا الذي كان يستعد مع خطيبته لإقامة عرسهم بحفل كبير كان سيقام يوم 15 آب 2007 لبدء حياتهما المشتركة معاً.

يوم 14 آب كانوا يقومون بالتحضيرات النهائية لعرس صباح ميرزا، حيث توجه إلى سوق تلعزير وبعدها إلى مقهى لشرب الشاي، وعند الساعة 19:20 وقع انفجار كبير، فيرتقي صباح ومئات الأشخاص ضحايا لهذه المجزرة فتتحول تلك التحضيرات التي أقاموها للعرس إلى مأتم، وتتحول خيمة العرس إلى خيمة العزاء.

يسرد لنا ميرزا ماتو، والد صباح ميرزا، قصة ابنه قائلاً: “كان ابني يبلغ من العمر 18 عاماً، خطبنا له فتاة وكنا نحضر لعرسه حيث كنا سنحضر خطيبته إلى بيتنا يوم 14 آب لإقامة الحفل، كان الطعام والشراب وكل شيء معد لهذا اليوم”.

“رأيت ابني مرميا على الأرض“

كان صباح ووالده في السوق يوم الانفجار ولكنهما كان بعيدين عن بعضهما، يروي ميرزا ماتو تفاصيل لحظة الانفجار بالقول: “غسل صباح يديه ووجهه وتوجه للسوق ليكمل تحضيراته الأخيرة للعرس، كنت حينها في السوق ولكن كنت بعيداً عنه، سمعت صوت الانفجار فجأة، ورأيت الجميع يركضون بكل صمت لا يعلمون ما حصل، سألت مراراً ماذا حصل دون أن ألقى رداً من أحد، فتوجهت للبيت لم أرى أحداً بالبيت، فعدت للسوق مجدداً لأرى ابني صباح ممداً على ظهره أمام المقهى مفارقاً الحياة”.

“أبقينا جثته على حالها لحين وصول خطيبته“

لم يسمح ميرزا ماتو بدفن ابنه حتى وصول خطيبته، متابعاً: “عندما وصلت خطيبته ورأت جثته بدأت بالبكاء والصراخ، بكى الجميع معها، ثم تم دفنه، لم أذق الطعام لثلاثة أيام لأن قلبي كان يعتصر ألماً، استخدمنا كل ما أعددناه للعرس في عزاء ابني”.

فقد من عائلة العم ميرزا 30 شخصاً حياتهم في هذه المجزرة، كان هذا الألم واضحاً في معالم وجه العم ميرزا الذي يضيف: “لم أكن عجوزاً لكن ألم عائلتي جعلني أهرم مبكراً، ألمي على صباح لا يفارق قلبي”.

شنكال. روج نيوز

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى