مقاتل يروي تفاصيل مشاركته في مقاومة شنكل ضد إبادة 2014

عندما بدأت الإبادة الجماعية ضد الإيزيديين على يد مرتزقة داعش في عام 2014، وصل مقاتلو كريلا من مناطق الدفاع المشروع وغرب كردستان إلى شنكال وشاركوا في حرب المقاومة فيها، يسرد لنا في هذا التقرير أحد المصابين في حملة المقاومة ضد الإبادة آمد عنتري عن تلك اللحظات.

مرت 8 أعوام على إبادة 3 آب 2014 مع ما يكتنفه من غموض في مصير آلاف النساء والرجال والأطفال الإيزيديين، توقفت الإبادة بفضل تدخل قوات حماية الشعب HPG-YJA Star, YPG-YPJ والشباب الإيزيديين الذين أوقفوا وحشية داعش، لكن للأسف ترافق ذلك مع الكثير من الخسائر والألم.

شعر المقاتلون الذين وصلوا لنجدة الإيزيديين بهذا الألم والمعاناة بقدر ألم ومعاناة النساء الأمهات والأطفال الإيزيديين أنفسهم، وأصبحوا شهود على أقسى تراجيديا لن تمحى من ذاكرة الإنسانية.

وصل مقاتلو YPG من غرب كردستان إلى شنكال وشهدوا معاناة الشعب من القتل والجروح والتعب والإرهاق وفقدان الأمل والفقر، وفتحوا قلوبهم للشعب المكلوم، ليصبح الألم والمعاناة رفيقهم الدائم يحميهم، ووضعوا أمام أعينهم كل المتاعب التي ترافقهم في حمايتهم للشعب وحربهم ضد داعش حيث أصيبوا خلالها، وكان بعض هؤلاء الشباب المصابين من غرب كردستان.

الرحلة من قامشلو إلى شنكال

آمد عنتري أحد الشباب المصابين في المقاومة ضد الإبادة، يروي كيفية اقتراحه للذهاب بسرعة لشنكال لمساعدة المجتمع الإيزيدي، وسعيه لعبور الحدود بكل حماس ليصل إلى شنكال.

آمد من مدينة قامشلو انضم لصفوف حماية الشعب (YPG) عام 2013، حيث يبدأ الهجوم الوحشي لمرتزقة داعش ضد المجتمع الإيزيدي بعد عام من انضمامه، يوضح آمد عندما حُظي بالوصول لنجدة المجتمع الإيزيدي بأنه كان سعيداً جداً، مضيفاً: “عندما تحدثوا لنا عن الإبادة وقالوا ستذهبون إلى شنكال لحماية الشعب اجتاحتني معنويات عالية، انطلقنا من قامشلو إلى تل كوجر ومن هناك إلى شنكال إلى ناحية خناصور، عانينا بعض المشاق في الطريق، فكانت الطرق صعبة، اتجهنا للجبل لنجدة الشعب”.

“رأينا الإبادة الجماعية بأعيننا“

كانت الأحياء والقرى والمدن تصدح بصرخات وآهات الشعب الإيزيدي، كانت أثار البيوت المدمرة في كل المناطق وآثار المعارك ورمي الرصاص في كل مكان، وجثث الأطفال وكبار العمر تملأ الأرجاء، كل ذلك رأيته بأم عيني، عندما وصل مقاتلو HPG-YJA Star, YPG-YPJ إلى المنطقة شهدوا هذا الوضع وتألموا كثيراً.

يتابع عنتري أن المصاب في الإبادة أنهم عندما وصلوا شنكال رأوا بأعينهم وحشية مرتزقة داعش والخيانة التي تركها بيشمركة الحزب الديمقراطي خلفهم، مضيفاً: “عندما وصلنا، رأينا أنهم قد نفذوا الإبادة الجماعية، كان هناك أطفال وأمهات مقتولين، رأينا جثثهم، كانوا قد قتلوا الأطفال والأمهات والشيوخ وكبار السن، وجثثهم مرمية هناك، كان مشهداً مروعاً واجهناه، لكننا وصلنا إلى الأماكن التي كانوا يهاجمونها حينها ومنعنا وقوع إبادة جماعية أخرى.”

“القتال إلى جانب الكريلا كان سعادةً لنا“

يسرد عنتري أنهم عندما وصلوا إلى شنكال استقبلهم الكريلا بداية، كانت تلك اللحظات مليئة بالمشاعرة والقوة، متابعاً: “إنها المرة الأولى التي نرى فيها رفاق من قوات الدفاع الشعبي HPG، سعدنا جداً برؤيتهم، كان هناك الرفيق عكيد جفيان (Vahdettin Karay)، أقام لنا اجتماعاً لحملة شنكال، كان رفيقاً يتمتع بمعنويات عالية في كل الظروف ويمنح حوله تلك المعنويات العالية، فأول ما ذهبنا إليهم، قال لنا “ها قد أتى أولاد قامشلو، نعلم ستتحرر شنكال”.

وعن ذهابهم إلى المجتمع الإيزيدي والمشاق التي عانوها في الطرق إليهم، يقول آمد: “رأينا كيف استمد الشعب قوة كبيرة عندما رأوا قواتنا والكريلا واستقبلونا، بقينا في الجبل وحاربنا هناك، حيث لم يبقى أحد في المدن حينها، فقط القتلى كانوا هناك، كنا نمد الأمهات والأطفال بالمساعدات اللوجيستية في الجبل، ليبقوا على قيد الحياة ويتحرروا”.

يؤكد آمد أن مركز شنكال شهد أكبر المعارك ضراوة، مردفا: “كانت هجمات عنيفة قوية ووحشية جداً، حاربنا نحن والكريلا يداً بيد في مركز شنكال، تعرفنا على الكثير من الرفاق من هناك، كانت المعركة محتدمة حينها ووقع الكثير منا شهداء أيضاً، لكننا استمدنا قوتنا ومعنويات من الشهداء، نحن لا نفقد معنوياتنا باستشهاد رفاقنا، بل ترتفع معنوياتنا أكثر”.

“استمد معنوياتي من تطور شنكال“

يتوجه جريح إبادة 2014، آمد عنتري مرة أخرى إلى شنكال بعد الإبادة ويتجول فيها، ويعبر عن سعادته بالتطور الحاصل في شنكال ونظامه الدفاعي وإدارة المجتمع، ويختم حديثه بالقول: “عندما ذهبنا إلى شنكال استمدنا قوة ومعنويات من التغييرات الحاصلة في شنكال، أسس الشعب قوات الحماية YBŞ-YJŞ، ونظموا مؤسساتهم وهيئاتهم، وكذلك الأساييش، قد وضعوا أساساً لهم، استمدنا قوة كبيرة منهم، وموقف الحزب الديمقراطي غير صحيح بوضعه جداراً بين شنكال وغرب كردستان، يهددون بالميت التركي ويضغطون على الشعب ويهجمون جواً وهذا لا يمكن قبوله، مهما حصل نحن اليوم جاهزين لنحارب مجدداً سواءً في شنكال أو أي مكان آخر من كردستان، نحن مستعدون”.

شنكال. روج نيوز

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى