منظمة حقوقية تكشف بناء مدارس دينية على أنقاض مقرات إيزيدية

كشف تقرير لـ “سوريون من أجل الحقيقة والعدالة” عن عملية هدم ممنهجة لإحدى المراكز الثقافية للإيزيديين بعفرين من قبل فصائل “الجيش الوطني” الموالي لتركيا بداية احتلال تركيا لعفرين، وبناء مدرسة دينية مكان المركز باسم “مدرسة الإمام والخطيب”.

ووفقاً لـ “سوريون” أنشأت مدرسة “الإمام والخطيب” بدعم من جمعية “الشيخ عبد الله النوري” الكويتية، وبتنفيذ وإدارة منظمة “الأيادي البيضاء” السورية/ التركية، بعد موافقة المجلس المحلي لمدينة عفرين، التابع لتركيا.

وأكد المدير التنفيذي لـ “سوريون من أجل الحقيقة والعدال” “تفجير مقر اتحاد الإيزيديين الثقافي في الأيام الأولى من احتلال عفرين”، مستنداً إلى صور التقطت عبر الأقمار الصناعية للموقع والذي بنيت مكانه المدرسة.

وأضاف “بسام الأحمد” للاتحاد ميديا أن “صور الأقمار الصناعية بتاريخ 21 آذار/ مارس 2018 تظهر عملية الهدم، وهذا يعني أن الهدم حصل بعد يومين فقط من احتلال تركيا لعفرين، وهذا دليل على أن الفصائل فجرت المبنى بشكل متعمد ومخطط له مسبقاً.

وذكر تقرير “سوريون” أن “تفخيخ مقر الاتحاد الإيزيدي وتفجيره، وهدم نصب لالش نوراني وتمثال زردشت المقامان داخل حديقة المقر بشكل رمزي، حصل على يد عناصر من الفيلق الأول والثاني التابعان للجيش الوطني” الموالي لتركيا.

بداية بناء المدرسة

وأشارت منظمة “سوريون من أجل الحقيقة والعدالة” إلى أن الخطوات الأولى من بناء المدرسة بدأت حين أبدت منظمة “الأيادي البيضاء” رغبتها “ببناء مدرسة على هذه الأرض (مقر الاتحاد الإيزيدي سابقاً) وتم تسليم الأرض لهم بموجب عقد حمل رقم 60706 وتم توقيعه بتاريخ 10 أيار/ مايو 2020″، وفق شهادة حصلت عليها “سوريون” من داخل “المجلس المحلي لمدية عفرين”.

وأضافت “سوريون” أن “المدرسة فتحت أبوابها للعام الدراسي 2021- 2022، وتضم، وفق إعلان المجلس المحلي، 29 غرفة صفية وإدارية مجهزة وهي مدرسة مجانية للطلاب باستثناء رسوم اشتراك رمزية تفرض على الطلاب بحسب ما أفاد المصدر من المجلس المحلي”.

المدرسة الدينية

ولفتت “سوريون” إلى أن “القائمين على المشروع اختاروا تسمية المدرسة باسم شبيه للمدارس الدينية التابعة لوقف الديانات التركي والتي تحمل عادة مسمى (إمام وخطيب)”.

وأكد المدير التنفيذي لـ “سوريون” أن “المدرسة دينية، لكنهم يحاولون عدم إعطائها هذا الطابع تجنباً للانتقادات”، معتبراً أن هذا الأمر “غير مقبول” وهو “يغير ثقافة المنطقة تحت مسميات قد تبدو جيدة مثل بناء المدارس، لكنها انتهاكات تغير البنية الديمغرافية وثقافة المنطقة”.

وأضاف أن “هذه الممارسات، واستخدام الاحتلال التركي لهذه المجموعات المتطرفة لم يهدد الوجود الإيزيدي فقط، وإنما هدد الوجود الكردي بشكل عام”، مشيراً على أنها “مع العملية العسكرية وما رافقها وتلاها من انتهاكات، هي تكتيكات وجزء من استراتيجية لإفراغ المنطقة من الوجود الكردي”.

التغيير الديمغرافي بيد المنظمات الإنسانية

وحول دور بعض المنظمات الإنسانية في تكريس عمليات التغيير الديمغرافي في المنطقة، نوه “الأحمد” إلى أن “ليس في منطقة عفرين وحدها، وإنما في باقي المناطق السورية أيضاً تقوم الكثير من المنظمات، التي من المفترض أن تقدم المساعدة والإغاثة، تقوم هي نفسها بقصد أو بدون قصد بتمويل مشاريع تساهم في تغيير ثقافة المنطقة وتعمل على نوع من أنواع التغيير الديمغرافي”.

أضاف “الأحمد” للأسف الكثير من المنظمات الإنسانية وتحديداً في مناطق عفرين متواطئة مع عمليات التغيير الديمغرافي”.

ووصف المدير التنفيذي لمنظمة “سوريون من أجل الحقيقة والعدالة” مستقبل المنطقة بـ “القاتم”، نافياً أن يكون هناك “مستقبل للأقليات الدينية وللكرد بشكل عام، ليس فقط في منطقة عفرين، وإنما في جميع مناطق تواجد الاحتلال التركي”.

وأضاف أن “الغاية الاستراتيجية، بالأساس، هي تفريغ هذه المناطق من الوجود الكردي، وبالمحصلة الأقليات الدينية أيضاً”، متمنياً “ألا تبقى هذه الحقيقة إلى الأبد”.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى