بين أحضان الطبيعة يرسم أجمل اللوحات

يرسم الفنان الشاب دهام شنكالي حقيقة المجتمع الايزيدي في أحضان جبل شنكال ويقول أمام أشعة الغروب: “أنا أعمل في جبل شنكال، وهو مرتبط بثقافتنا. لا يمكن فصل الرسم عن الأرض والثقافة والتاريخ، فيمكننا أن نكون جسراً بين تاريخ أسلافنا ومجتمعنا الحالي”.

الاعمال التي يعمل عليها الناس مقدسة وذات مغزى. كجزء من الفن، فالصورة هي واحدة من تلك الأعمال التي تُظهر شعور الشخص على لوحة. عندما ينظر الناس إلى الصورة، فإن مشاعر الرسام تعبر عن نفسها في خطوط الصورة. حب الوطن يرتبط بالأرض والثقافة والحب الكبير للعمل. لقد رأينا كل هذا بعناية في أعمال الرسام دهام شنكالي.

عندما كانت الشمس على وشك الغروب، كنا متوجهين من “كرسه” إلى “سردشت كولكا”، على جانب الطريق رأينا دهام الذي كان مشغولاً برسم صورة على حجر من جبل شنكال. صحيح أنه كان يرسم صورة لنفسه، لكن يبدو أن وجوده كان في المكان الذي اجتمع فيه التاريخ والثقافة والوطن معا. إن التواجد في مثل هذا المكان هو صورة بحد ذاتها تستحق أعظم مكافأة.

“هذه أيضًا لغة تُرسم بها الصور”

من جهة، كان دهام يضع اللمسات الأخيرة على صورته، ومن جهة أخرى تحدث لنا عن عمله. لكنه لم يتحدث مثل أي شخص آخر، ولم يطلب المساعدة من المنظمات والدول، وبدأ حديثه بالقول “العمل في مثل هذا المكان هو كل شيء بالنسبة لي، هذا مكان أسلافنا”.

أفاد دهام أنه يقوم بهذا العمل منذ 3 سنوات، ويحب وظيفته ويريد أن يكون محبوب لدي المجتمع ايضاً. وقال دهام: “حتى قبل الإبادة، أحببت هذا العمل وأردت تطويره، لكنهم لم يعطوا أهمية لها. لقد فعلوا ذلك بحيث يتعين على كل من يريد القيام بهذا العمل الذهاب للمعهد ومن ثم البدء في الرسم. ولكن بعد الإبادة، بدأت بهذا العمل بموارد وإمكانيات خاصة بي، لأنني أحبها كثيرا. هذه أيضا لغة. إنه روح بالنسبة لي وهو يعيش معي دائماً”.

“الصور وسيلة للتعبير عن الألم والمعاناة والفرح والمرض”

بالنسبة لدهام، الصورة هي وسيلة لوصف الألم والمعاناة والفرح والمرض للمجتمع، والإبادات التي وقعت على الإيزيديين وإدخال الثقافة القديمة إلى العالم، والتي يعبر عنها بهذه المشاعر: “في وادي كرسه أمام كالاهوشكة، عندما ارسم صورة لفتاة إيزيدية ترتدي الملابس الأيزيدية من ثقافتنا القديمة أجمل وأكثر قيمة بالنسبة لي من أي شيء آخر. عندما نتحدث عن جبل شنكال، يتبادر إلى الذهن الشعب الإيزيدي، عند الحديث عن الإيزيديين، فإن جبل شنكال يلفت انتباه الناس أولاً وقبل كل شيء. الآن كشاب إيزيدي، أنا في جبل شنكال أقوم بعمل متعلق بثقافتنا”.

“يجب على المجتمع أيضًا دعم الفنانين”

وأوضح دهام أن الفنان ليس فقط لنفسه، بل للمجتمع بأسره، ولهذا من المهم أن يدعم المجتمع أيضا الفنانين ويقودهم إلى النجاح. كما تطرق إلى موجة الهجرة التي يبتغيها الكثير من الشباب، وقال: “أنا ضد السفر إلى الخارج، ما دمت على قيد الحياة، سأحاول دائما أن أكون على أرضي ومع ثقافتي وتاريخي وجبالي، الرسم لا ينفصل عن هذا، فهو مرتبط بالثقافة والدين إذا استخدمه الناس بشكل جيد”.

“نحن جسر بين التاريخ وعصرنا”

عبّر دهام، كفنان إيزيدي شاب، عن رأيه حول العلاقة بالأرض والتاريخ: “يمكننا أن نكون جسرا بين تاريخ أجدادنا ومجتمعنا الحالي. بدلاً من العمل في الخارج، إذا كنت أعمل في بلدي في مكان مثل هذا، سيكون عملي أكثر أهمية”.

وفي نهاية حديثه، ناشد دهام شكالي الشباب قائلاً: “مهما كان الأمر صعباً، يجب ألا نترك أرضنا وعلينا العمل على أرضنا. نحن نرى أن هذه خطة سياسية يتم تنفيذها علينا وهم يريدون أخذ شعبنا بعيداً عن أرضهم وثقافتهم”.

شنكال. روج نيوز

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى