سيدتان إيزيديتان تبدعان في صنع المنتوجات التراثية

بيزيه وموهبت من الأمهات العاملات المحبات للطبيعة، تملكان نتاجات تراثية ثقافية، وتعملان لتأمين معيشتهن والحفاظ على ثقافتهن بصنع الأدوات القديمة.

تمتلك النساء مبادرة العمل والسعي والإبداع دوماً، وهي صفة متقدمة لدى الإيزيديين أكثر، فنرى لون وصوت المرأة في جميع نتاجات المجتمع.

تربي المرأة في شنكال أطفالها وتعمل على تطوير المجتمع بنتاجاتها، فنرى انسجام المرأة مع الطبيعة حقيقة معاشة في يومنا هذا، توجهنا إلى بلدة خناصور في شنكال، لنسأل عن الأعمال اليدوية ليدلنا الأهالي إلى منزل الأم موهبت وبيزيه خلف.

“جنة مصغرة“

استقبلنا بقلوب مليئة بأمل الحياة، ليلفت بستان المنزل انتباهنا حيث أبدعتا لنفسيهما جنة مصغرة ضمن 150 متراً فقط تعملان فيه، تصنع الأم وهبت وبيزيه خلف الأدوات الإيزيدية القديمة بيديهما بالخيط والمسلة، لتزينا كامل منزلهما بتلك الأدوات ابتداءً من مفتاح البيت وحتى سطحه.

لم تبتعد وتغتربا عن الطبيعة أبداً، لتخلقا طبيعة حية بالأشجار وثمارها، فتعملان بجهد للحفاظ على الطبيعة ليس لكسب رزقهما منه فحسب بل هدفهم الأساسي هو خلق الجمال.

ووضعت لنا الأم موهبت كل ما تصنعه يدوياً وتكسب رزقها منه، فتعملان في المنزل لإدارة أطفالهم أيضاً، فالأم موهبت سمو تنشغل بعملها من جهة وتتحدث لنا عن نفسها، فقد بدأتا هذا العمل قبل الإبادة بـ6 سنوات و8 سنوات لإدارة منزلهما بجهد يديهما منذ 14 عاماً.

“صنع الأدوات التراثية”

عبّرت الأم موهبت عن سعادتها لقيامها بهذا العمل المقدس، مضيفةً: “صنع الأدوات التراثية مهم لنا جداً حيث كلما لها نفتقدها ضمن المجتمع، صحيح أننا نعمل لكسب رزقنا لكن استطعنا إلى حد ما صنع الأدوات والنتاجات التراثية التي كانت تستخدم قبل مئات السنوات والمحافظة عليها.”

وانتقدت الأم موهبت المجتمع الذي لم يعد يتبنى نتاجاته التراثية كما السابق، قائلةً: “لا يطلب الناس الآن النتاجات التراثية كثيراً، لكن قبل عدة سنوات كانوا يأخذون “تفال” ليحفظوا فيه خبزهم، يصنع “تفال” من حبل بطول 1.5 م وعرض 1 م، نبيع كل واحدة منها ب50 ألف دينار، نؤمنه لشنكال ولخارجها أيضاً حسب الطلب”.

وأشارت الأم موهبت في الختام أنهما تستطيعان التوسع في هذا العمل إن تمت مساعدتهما.

شنكال. روج نيوز

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى