7 سنوات على تحرير شنكال… والمؤامرات تتواصل لسلب إرادة أهلها

بعد مرور 7 سنوات على تحرير شنكال من مرتزقة داعش من قبل مقاتلي ومقاتلات الكريلا، امتلك قضاء شنكال إرادته الخاصة وقوته. ومع ذلك، تحاول الدولة التركية والحزب الديمقراطي الكردستاني كسر إرادتها وفرض إبادة أخرى على شنكال.

بعد احتلال مدينة الموصل هاجم مرتزقة داعش تلعفر واحتلتها، وحاصروا شنكال من خلال تلعفر، وأغلق مرتزقة داعش بوابات شنكال الثلاثة المؤدية إلى بغداد وتلعفر والموصل وبوابة ربيعة المؤدية إلى دهوك، ولم يكن هناك سوى طريق واحد لمواطني شنكال، باتجاه غرب كردستان. كما التجأ عدد كبير من الإيزيديين إلى جبل شنكال لحماية أنفسهم.

في 2 أغسطس/ آب، أي قبل يوم من هجوم مرتزقة داعش، لاذ 12 ألف مقاتل وقوات أمنية تابعة للحزب الديمقراطي الكردستاني بالفرار من شنكال بأمر من رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود برزاني، تُرك الايزيديون دون حماية، وأثناء فرارهم من شنكال، لم يأخذوا أسلحتهم معهم فحسب، بل أخذوا أيضا العديد من الأسلحة التي كان يحملها المواطنون الإيزيديون لحماية أنفسهم.

في 3 آب/ أغسطس 2014، بعد هروب قوات الحزب الديمقراطي الكردستاني والقوات العراقية من شنكال، فرضت مرتزقة داعش الإبادة 73 على الايزيديين، وأسفر هجوم المرتزقة عن مقتل أكثر من 5 آلاف من الكرد الإيزيديين وأسر المرتزقة آلاف النساء والأطفال، الذين تعرضوا للبيع والشراء كعبيد في أسواق الموصل والرقة، كما تم تهجير مئات الآلاف من الإيزيديين.

كان بعض المواطنين الذين بقوا في شنكال يقاتلون من أجل حماية أنفسهم، وطلبوا من قوات الحزب الديمقراطي الكردستاني تزويدهم بالسلاح، لكنهم رفضوا ولم يعطوهم الأسلحة. وفي هذا الصدد، تحدثت إحدى النساء اللواتي بقين في شنكال منذ بداية الحرب حتى نهايتها وتدعى نتوي خمكين، قائلة: “قام عدد من الشباب الإيزيديين في خانصور بقطع الطريق أمام موكب الحزب الديمقراطي الكردستاني، وطالبوا بالسلاح للدفاع عن أنفسهم، لكن عوضاً من تزويد جنود الحزب الديمقراطي الكردستاني المواطنين بالأسلحة، أطلقوا النار على الشبان وقتلوا عددًا من الشباب الإيزيديين.”

بعد أن ترك الإيزيديون دون قوة وسلاح، هربت قوات الحزب الديمقراطي الكردستاني والعراق، وقتلت مرتزقة داعش آلاف المواطنين الإيزيديين خلال 24 ساعة، ووقع الآلاف من الناس في الأسر، وتوجه مئات الآلاف من المواطنين إلى جبل شنكال.

توجهت الكريلا إلى شنكال

بعد سقوط مدينة الموصل في أيدي مرتزقة داعش في يونيو 2014، شعر حزب العمال الكردستاني بتهديد شنكال؛ لذلك أرسلت مجموعة من الكريلا المكونة من 12 شخصاً إلى شنكال، لكن أثناء توجههم لشنكال تعرض حاجز للحزب الديمقراطي الكردستاني، واعتقلت 3 من الكريلا ووصل 9 مقاتلين آخرين إلى شنكال.

9 مقاتلين قاتلوا بسلاح رشاش واحد (دوشكا)

في يوم الهجوم، بقي 9 مقاتلين فقط من قوات الدفاع الشعبي في شنكال لحماية الايزيديين ولم يتركوا أهالي شنكال وحدهم، قاتل هؤلاء المقاتلون التسعة ليل نهار بسلاح واحد فقط وأنقذوا مئات الآلاف من المواطنين الإيزيديين من المذبحة.

نظمت هذه المجموعة الفدائية الشباب الإيزيدي في جبل شنكال وشكلت وحدات دفاعية، وقاتلت هذه المجموعة المقاتلة حتى وصل مقاتلو YPG وYPJ  إلى شنكال من غرب كردستان، وفتح المقاتلون ممرا إنسانيا بين شنكال وغرب كردستان لإحضار أهالي شنكال إلى غرب كردستان.

بعد دعوة عضو اللجنة التنفيذية لحزب العمال الكردستاني مراد قره يلان لقوات الكريلا، في 8 أغسطس، توجهت قوة من HPG وYJA Star إلى شنكال، ووصلت إلى جبل شنكال وساعدت المواطنين الذين كانوا يقاتلون في الجبل ولم تسمح لمرتزقة داعش بالوصول إلى جبل شنكال.

“تأسيس قوة شعبية“

قررت مجموعة من الشباب الايزيدي تشكيل وحدة لحماية الشعب الايزيدي بمساعدة الكريلا، شكل هؤلاء الشباب وحدات مقاومة شنكال ووحدات المرأة -شنكال.

“حملة تحرير شنكال“

بعد وحدات مقاومة شنكال، تم تأسيس وحدات المرأة – شنكال وإلى جانب مقاتلي قوات الدفاع للشعبي ووحدات المرأة الحرة – ستار حيث شكلوا قوة مشتركة وبدأوا في تحرير قرى شنكال، نفذ المقاتلون العديد من العمليات النوعية ضد مرتزقة داعش وحرروا عدة قرى من الكريلا.

في 8 أكتوبر 2015، انطلقت عملية دولا شلو لتحرير شنكال، تم تحرير معظم قرى شنكال. وفي الثاني عشر من تشرين الثاني من العام نفسه، تم تحرير بلدة الهول بالقرب من الحسكة في غرب كردستان على يد مقاتلي YPG وYPJ. مع تحرير بلدة الهول الواقعة بين حدود غرب كردستان وشنكال، انقطعت المساعدات عن المرتزقة، لعدم تمكنهم من مقاومة عمليات الكريلا، تحركوا بقواتهم باتجاه الموصل.

فقط مركز شنكال بقي في أيدي المرتزقة، وفي 13 تشرين الثاني (نوفمبر) 2015، شاركت القوات العراقية والبيشمركة مع مقاتلي قوات الدفاع الشعبي ووحدات مقاومة شنكال في عملية تحرير مركز شنكال وتم تحريره بالكامل.

وبعد التحرير، نظم المجتمع الايزيدي نفسه في كل جانب وأنشأ إدارته الخاصة، كان لديه أيضا الإرادة والقوة لحماية نفسه.

“تركيا والحزب الديمقراطي بدلًا من داعش“

بعد تحرير شنكال من داعش، تشن الدولة التركية المحتلة منذ عام 2015 هجمات على شنكال بحجة وجود مقاتلي قوات الدفاع الشعبي، وفي فبراير 2017 زار رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود بارزاني أنقرة والتقى بأردوغان، وبعد 20 يومًا من زيارة بارزاني هاجم مسلحون من قوة روج، المنتمون إلى الحزب الديمقراطي الكردستاني، منطقة خانصور في شنكال، وأسفر الهجوم عن استشهاد 8 أشخاص بينهم مقاتلون وعناصر من قوات الأمن وصحفيون ومدنيون.

“مخططات الدولة التركية في شنكال“

على الرغم من أن حزب العمال الكردستاني سحب قواته رسميًا من شنكال في عام 2018، إلا أن الحكومة التركية تحاول بسبل عديدة مهاجمة المجتمع الايزيدي باستخدام حجج مختلفة، فيما يحاول الحزب الديمقراطي الكردستاني ترسيخ وجوده في شنكال.

في حزيران/ يونيو 2020، قام وفد من الاستخبارات التركية بزيارة بغداد والتقى برئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، بعد هذا الاجتماع، في 9 أكتوبر 2020، وقع الحزب الديمقراطي الكردستاني وبغداد اتفاقية بشأن شنكال، التي تنص على إخراج القوات المحلية من شنكال، وعودة الحزب الديمقراطي الكردستاني والقوات العراقية إلى قضاء شنكال.

قوبلت هذه الاتفاقية باحتجاج كبير من قبل المجتمع الإيزيدي وتم تعريفها على أنها كسر إرادة أهالي شنكال وسعي لتكرار إبادة جديدة.

مرت سنتان على هذه الاتفاقية، بسبب مقاومة واستياء المجتمع الإيزيدي، لم يتمكنوا من تنفيذ هذه الاتفاقية عمليًا، وفي الذكرى السابعة للإبادة، هدد رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود بارزاني مرة أخرى شنكال وقال: “شنكال بيد بعض القوى والمسلحين الذين لا علاقة لهم بمصالح شنكال والإيزيديين، وهذا وضع غير عادي وغير قانوني، لن يبقى في شنكال هكذا حتى النهاية.”

وتستمر هجمات الدولة التركية وتهديدات الحزب الديمقراطي الكردستاني على شنكال حتى الآن في محاولة لتنفيذ خططهم ومؤامراتهم في شنكال.

المثير للاهتمام أنه حتى الآن اختار العراق والمجتمع الدولي الصمت أمام هذه الهجمات على قضاء شنكال، ويفسر المجتمع الايزيدي والمؤسسات الإيزيدية أيضا هذه الهجمات على أنها خطة لإبادة جديدة، مشيرين إلى إن قوات محلية ودولية منخرطة أيضا في المؤامرة، وأن الدولة التركية وضعت هذه الخطة وتريد استكمال الإبادة التي فشل داعش في تنفيذها.

شنكال. روج نيوز

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى