8 سنوات على الإبادة… استمرار المخططات العدائية لتدمير شنكال

كان الآلاف من مقاتلي الحزب الديمقراطي الكردستاني في الميدان حيث كان أمن نصف مليون إيزيدي في أعناقهم، وزعم جميع قادتهم أنهم سيقاومون وسيقاتلون، وقد طمأن المسؤولون في الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيزيديين بحمايتهم، لكن في غضون ساعات قليلة هربوا من شنكال وتركوا المجتمع الايزيدي تحت رحمة مرتزقة داعش.

بعد تسليم الموصل لداعش في 10 حزيران/يونيو 2014، لم تعد هناك حماية لشنكال وتلعفر ومخمور وكركوك وكرميان، وكان الإيزيديون في شنكال خائفين من داعش وكانوا يبحثون عن وسيلة لحماية أنفسهم، لكن الديمقراطي الكردستاني وعدهم بأنهم سيحمون شنكال وليس هناك حاجة للاستعداد للدفاع، وبدلاً من توزيع الأسلحة والذخيرة على الإيزيديين من أجل الحماية، صادر الحزب الديمقراطي الكردستاني أسلحة الشعب.

المرصد |

هرب الحزب الديمقراطي الكردستاني، الذي كان قد وعد الإيزيديين بحمايتهم، من شنكال دون إطلاق رصاصة واحدة، وفي وقت لاحق، اتضح أنه أمر جميع البيشمركة بعدم المقاومة ومغادرة شنكال.

منذ عام 2003 إلى عام 2014، حكم الحزب الديمقراطي الكردستاني شنكال، وعندما هاجم مرتزقة داعش القضاء، كانت قوات الحزب الديمقراطي الكردستاني قد وعدت بهمايته، لكنهم لم يفعلوا ذلك، ومهدت خيانة الحزب الديمقراطي الطريق أمام الاحتلال والهجمات.

بسبب خيانة الديمقراطي الكردستاني، أُجبر مئات الآلاف من الإيزيديين على الهجرة وقتل وتشريد الآلاف، وقبل مجزرة شنكال، قال القائد آبو “يجب أن تبقى الإيزدية حية ويجب حمايتها.” ولكي يعيش الايزيديون، يجب حماية شنكال، وقام مقاتلو حزب العمال الكردستاني بهذا الواجب المقدس، وتوجهوا إلى جبل شنكال وقاموا بحماية الإيزيديين.

بعد سقوط صدام حسين، كانت شنكال بشكل رئيسي تحت حكم الحزب الديمقراطي الكردستاني، واستمرت هذه السلطة حتى عام 2014 وأظهر الحزب الديمقراطي نفسه كحامي لشنكال والايزيديين.

هذا العام، وضعت خطة جديدة لافتعال الحرب في الشرق الأوسط، لأن ثورة روج آفا غيرت ميزان الحرب في المنطقة وهبت رياح الثورة في الشرق الأوسط، لم تكن الدولة التركية فقط أو النظام في سوريا قلقين بشأن هذا الوضع، كما أن القوى الرأسمالية في العالم كانت تخشى من ثورة روج آفا وأرادت منع انتشارها.

في الأول من حزيران 2014 عُقد اجتماع سري في عمان، شاركت الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة العربية السعودية وتركيا وإسرائيل والحزب الديمقراطي الكردستاني في هذا الاجتماع، وعلى إثره انفتحت الساحة العراقة وجنوب كردستان ومن ثم سوريا وغرب كردستان لداعش.

عندما هاجم مرزقة داعش الموصل في 10 حزيران/ يونيو، أصيب العالم كله بالصدمة، لكن احتلال الموصل بما في ذلك تحركات مرتزقة داعش في المنطقة كان مخططا له في هذا الاجتماع، كان تطويق شنكال وغرب كردستان ضمن النقاط الرئيسية لهذه المؤامرة.

بعد الموصل، هاجم مرتزقة داعش في 3 آب / أغسطس، شنكال التي فرت منها قوات الحزب الديمقراطي الكردستاني والجيش العراقي، وفي اليوم الأول قتلت العصابات 1293 إيزيديا وخطفت 6417 شخصا معظمهم من النساء، واستعبدوا النساء وباعوهن في أسواق مثل الموصل والرقة وغيروا دينهم.

في حرارة الصيف هاجر 360 ألف شخص من بينهم أطفال ونساء على طرق شديدة الانحدار والوعورة دون طعام أو ماء، قطع داعش الطريق عنهم من هولير إلى دهوك، إلى أن وصلت قوات من غرب كردستان وفتحت ممر الإنسانية.

ذهب الآلاف من الإيزيديين إلى غرب كردستان وبقي بعضهم هناك وعاد بعضهم إلى دهوك عبر بوابة بيشخابور واستقروا في 14 مخيماً، فقد العديد من الإيزيديين حياتهم بسبب صعوبة الطريق والحرارة والجوع والعطش.

“الإيزدية يجب أن تبقى حية“

مُهد الطريق لإسقاط شنكال والإبادة بهذه الطريقة، في تلك الأيام لم يكن هناك سوى قوة واحدة تسعى لمنع هذه الإبادة، كان القائد آبو نفسه قد لفت الانتباه إلى التهديدات التي يتعرض لها الإيزيديون قبل سنوات من الإبادة وطلب اتخاذ تدابير، حيث تحدث أثناء الإبادة، وقال: “يجب أن تبقى الإيزيدية حية”، ومن أجل الإيزيديين، لا بد من حماية جبل شنكال.

“دفاع الكريلا عن شنكال“

بانورما 2018 – شنكال(سنجار) – العربية – Rojnews.news

توجه مقاتلو حرية كردستان إلى جبل شنكال من أجل هذا الأمر ووصلوا إلى شنكال في 8 أغسطس 2014، قبل صدور الإبادة بفترة وجيزة كان الحزب الديمقراطي يقوم بالاستعداد للهروب من شنكال، وكان مقاتلو الحرية يحاولون الوصول إلى شنكال بطرق سرية بسبب عوائق حزب الديمقراطي الكردستاني، بما في ذلك المدافع عن جبل شنكال، دلشير هركول، ذهب مع 12 من الكريلا إلى الجبل المقدس قبل الإبادة.

بعد هجوم داعش على شنكال من الجانب الجنوبي والشرقي في 3 آب/ أغسطس 2014، أعلن مراد قره يلان في 5 آب / أغسطس، أنهم سيتولون حماية شنكال.

من جهة أخرى، حشدت القوى الثورية نفسها في غرب كردستان لحماية شنكال، وكسرت وحدات حماية الشعب والمرأة YPG وYPJ بكسر حصار داعش من منطقتي تل كوجر إلى جزعة في غرب كردستان ووصلوا إلى جبل شنكال.

خلال يوم واحد قطعوا حوالي 100 كم، عبروا الطريق ووضعوا الجبل المقدس تحت حمايتهم وفتحوا طريق الخلاص للإيزيديين من شنكال إلى غرب كردستان.

في 13 تشرين الثاني/نوفمبر 2015 تم تحرير مركز شنكال من مرتزقة داعش بعملية عسكرية مكثفة، هذه الخطوة قادها مقاتلو HPG و YJA -Star ومقاتلو YPG و YPJ ووحدات مقاومة شنكال.

منذ ذلك الوقت، تغير وضع الحرب وبدأ تاريخ جديد للإيزيديين.

اتفاقية تدمير الإدارة الذاتية لشنكال

الإدارة الذاتية لشنكال تصدر بياناً بخصوص هجمات الجيش العراقي – العربية – Rojnews.news

بعد تحرير شنكال، أصبح هدفا لهجمات وتهديدات تركيا والعديد من الدول الأخرى، وفي الآونة الأخيرة، وفي 9 أكتوبر 2020، وقعت الحكومة المركزية العراقية وحكومة إقليم كردستان اتفاقية بشأن شنكال. التي تسببت بتوترات في المنطقة وكان المطلوب من ذلك تدمير الإدارة الذاتية التي أنشأها الإيزيديون بعد الإبادة.

تدعم تركيا والولايات المتحدة هذه الاتفاقية وتريدان إنهاء مجلس الإدارة الذاتية لشنكال، لكن أهالي القضاء عارضوا القرار وأكدوا إنهم لن يسمحوا بتنفيذ الاتفاقية.

على الرغم من مرور 8 سنوات على الإبادة، إلا أن التهديد على المجتمع الايزيدي مستمر، على وجه الخصوص، تريد الدولة التركية، وبالتعاون مع الحزب الديمقراطي الكردستاني استكمال ما فشل داعش في القيام به وتدمير إنجازات المجتمع الأيزيدي. لذلك، يواصلون هجماتهم ويستهدفون قادة المجتمع الايزيدي.

روج نيوز. مركز الأخبار

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى