شنكال وكربلاء… قصة مدينتين تتالت عليهما سيف الإبادة

سيف الإبادة مشهور منذ 1300 عام منذ معاوية وحتى داعش، حوّل جيش يزيد النساء والأطفال إلى عبيد في كربلاء وأخذهم إلى الشام، وداعش أقامت سوقاً للعبيد في الموصل والرقة، اتحدت ذكريات الكربلاء مع إبادة شنكال في 2014، ودافع المجتمع الإيزيدي والشيعة معاً عن شنكال وحرروها.

عندما نتحدث عن الإبادات الجماعية، أكثر ما يحضر في أذهاننا هما مدينتان، كربلاء وشنكال، في عام 680 حاصر الخليفة الأموي يزيد الإمام حسين وعائلته في كربلاء، وتركهم جوعى وعطشى حتى يستسلموا، ولم يكتفي بذلك فقام بقطع رأس الإمام حسين ورفاقه والعديد منهم ومروا بهم في كل مدينة، واستولوا على النساء والأطفال كعبيد وأخذوهم إلى عاصمة الخلافة، دمشق.

وفي عام 2014، حاصر داعش شنكال، وكل من ليس على فكرهم اعتبروه “كافراً” وقتل الكفار خيرٌ وفقاً لهم، واجه الشيعة في شنكال مع الإيزيديين إبادة 2014 ودمرت داعش أماكنهم المقدسة أيضاً ومشى آلاف الشيعة من بعشيقة وتلعفر وشنكال حتى النجف وكربلاء.

يزيد في كربلاء، وبغدادي في شنكال

عندما هاجم داعش شنكال، هدموا معهم الأماكن المقدسة للشيعة ومنهم قبر السيدة زينب الصغرى، يقع هذا القبر المقدس في مركز شنكال القديمة، تصل إبادات كربلاء وشنكال ببعضها، فعندما استشهد الإمام حسين وعائلته ورفاقه في كربلاء، أخذ جيش الخلافة نسائهم وأطفالهم كعبيد لهم، كما كرر داعش نفس الشيء في إبادة أبو بكر البغدادي عام 2014 على شنكال.

زينب ابنة زين العابدين

عندما يستولون على النساء والأطفال في كربلاء يأتون بهم إلى الموصل مروراً بشنكال إلى دمشق، المكان الذي يقع فيه قبر السيدة زينب الآن كان كنيسة مسيحية حينها، يسرد لنا الناشط المدني من شيعة شنكال، صدام عبدلله علي، تتمة القصة، قائلاً: “من ضمن الأطفال والنساء السبايا توجد زينب ابنة زين العابدين، وكما هو معلوم فإن زين العابدين هو ابن حضرة علي، تفارق زينب الحياة هنا فيدفنونها هنا، وكل شيعة العراق والعالم يأتون لزيارة هذا المكان الآن”.

“كل أديان شنكال كعشيرة واحدة”

أفاد صدام عبدلله أن مكان القبر كان بناءً قديماً قبل الإبادة، تم تدميره بيد داعش، ولكن بعد تحرير شنكال من داعش تم بناء القبر من جديد، يُعرّف صدام عبدلله وضع شنكال قبل الإبادة بالتالي: “قبل داعش كان يوجد في شنكال المسيحيين والمسلمين والإيزيديين وكل الأديان والمعتقدات، لم يقل أحد هذا إيزيدي أو شيعي أو مسيحي … الجميع كانوا كعشيرة مع بعضهم، وستعود تلك الأخوة مرة أخرى إلى شنكال”.

كما كان يوجد جامع واحد لشيعة شنكال في مركز المدينة وقت الإبادة ولكن داعش دمره، يتحدث صدام عبدلله عن ذلك بحزن، قائلاً: “كنا نقول مسجد الحسيني، حيث كنا نقيم كل مراسيمنا وأعيادنا المقدسة هنا، بعدما دمروا قبر السيدة زينب أتوا إلى هنا ودمروه أيضاً، ففي الإبادة دمروا كل الأماكن المقدسة للشيعة والإيزيديين، حتى قبورنا لم تسلم منهم دمروها”.

يتجه الشيعة إلى جبال شنكال أيضاً

تفتح جبال شنكال أحضانها للإيزيديين والشيعة على حد سواء وقت الإبادة، يذكر صدام عبدلله تلك الأيام بالقول: “خرجنا كعائلة، أردنا الوصول إلى الجبل ووصلت جماعتنا في بعشيقا من تل بنات إلى الجبل أيضاً، ومات الكثير في الطريق  من بعشيقا إلى جلميرا إما قتلاً أو عطشاً وجوعاً، لم يصل الجميع إلى الجبل”.

“المقاتلون فتحوا لنا الطريق بأرواحهم“

بوصولهم إلى جبل شنكال يبتعدون عن الموت قليلاً، لكن لا يكفي الماء والطعام الموجود لمئات الآلاف، حينها يفتح مقاتلو YPG-YPJ ممراً إنسانياً، يستذكره صدام عبدلله، مضيفاً: “عندما كنا في الجبل، قالت لنا مقاتلة من كريلا أننا فتحنا الطريق تستطيعون النجاة بأنفسكم، كان الناس قد أصبحوا كالتراب في ذلك الطريق، لو لم يفتح ذلك الممر وبقي الجميع في الجبل لمتنا في غضون أسبوع بلا حرب، أتوا وأنقذونا بأرواحهم.”

مشى قسم من الشيعة في وقت الإبادة حتى النجف وكربلاء، وبهذا وصل تاريخ الإبادة والمقاومة لكربلاء وشنكال ببعضهم، بعد تحرير شنكال عاد صدام عبدلله وعائلته وقسم من الشيعة إلى شنكال.

شنكال. روج نيوز

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى