زهرة سليمان… معاناة المرأة إثر الإبادة تحولت إلى قوة وإرادة
أوضحت الرئيسة المشتركة لحزب الحرية والديمقراطية الإيزيدي (PADÊ)، زهرة سليمان، أن المرأة الإيزيدية عانت أكثر من غيرها في 3 آب 2014، لكن هذا الألم تحول إلى قوة وإرادة لها.
في 3 آب 2014، عندما هاجمت مرتزقة داعش شنكال، كانت المرأة الأيزيدية هي الهدف الرئيسي لأولئك المرتزقة، ومع احتلال شنكال بدأوا بقتل وخطف آلاف النساء، وليست هذه هي المرة الأولى في التاريخ بل لطالما كانت المرأة الأيزيدية هدفاً للغزاة وأرادوا من خلالها أن يجعلوا المجتمع دون إرادة.
كانت المرأة هي الضحية الأساسية في جميع حملات الإبادة التي طالت الإيزيديين، لكن في الوقت نفسه، لم تبتعد النساء الإيزيديات من ميدان النضال بأي شكل من الأشكال وقاومن من أجل حريتهن، وخلال هجوم داعش تم اختطاف أكثر من 3500 امرأة إيزيدية ، لكن لا تزال النساء الأيزيديات يتدفقن على ساحات النضال، خاصة مع تطور نظام الأمة الديمقراطية في شنكال، احتلت النساء الإيزيديات مكانهن في الإدارة الذاتية، في مجال الدفاع والاقتصاد والسياسة والدبلوماسية كذلك في مجال الثقافة والفن.
“سلب إرادة المجتمع من خلال المرأة”
شرحت الرئيسة المشتركة لـ PADÊ، زهرة سليمان، عن تنظيم المرأة الإيزيدية من وقت الإبادة وحتى الآن، موضحة أن الجميع يعلم عندما هاجم مرتزقة داعش على شنكال، قاموا قبل كل شيء بالتطاول على النساء، محاولين سلب المجتمع من إرادته عبر المرأة.
تقول زهرة سليمان: “كانت النساء الإيزيديات يقمن بالعمل في الكثير من الميادين قبل الإبادة الجماعية، لكن عملهن لم يكن على أساس فكر يستطيعون حماية وجود المرأة به، ولم تكن أعمالاً تحمي وتدافع عن المرأة. وبعد الإبادة ومواجهة الكثير من الظلم، استطاعت الإيزيديات تنظيم أنفسهم بفكر حر يستند على وجود المرأة أساساً له، وكانت أولى خطواتهن هو الدفاع عن المرأة، فتم تشكيل وحدات حماية المرأة في شنكال YJŞ للثأر لجميع النساء الإيزيديات اللواتي تعرضن للظلم ووقعن بيد المرتزقة”.
“صدى إرادة المرأة يصل أنحاء العالم”
وأوضحت زهرة سليمان أن المرأة الإيزيدية استطاعت بإرادته أن توصل صوتها لجميع العالم، مضيفةً: “بالرغم من أن أحد الأهداف الأساسية لهجمات مرتزقة داعش هو إبادة المرأة، لكن المرأة الإيزيدية لم تقبل بهذا الهجوم ضدها ولم تسمح بتنفيذ هدف العدو وهزمته بإرادتها القوية.
وتحتل المرأة الإيزيدية الآن مكانها في كافة ساحات التنظيم، عسكرياً وسياسياً واقتصادياً وثقافية وكذلك أسست المؤسسات النسوية بالإضافة إلى أعمالها العامة، حيث تقدم هذه المؤسسات خدماتها للمرأة، فعندما تتعرض المنطقة للهجوم تقوم المرأة الإيزيدية بالوقوف فوراً ضد الهجمات، وتأخذ دورها في حل المشاكل الاجتماعية أيضاً”.
“إرادة المرأة أقوى من كل شيء”
وأكدت الرئيسة المشتركة لـ PADÊ على قدرة المرأة على تنظيم نفسها في كل مكان وحينها لا يستطيع أحد الهجوم على النساء، متابعةً: “نحن نعلم أن تنظيم النساء الإيزيديات هذا لا يرغبه العدو، لأن إرادة المرأة أقوى من كل شيء، عندما تملك المرأة إرادتها فلن يستطيع أحد الهجوم عليها لا سياساً ولا بأي شكل من الأشكال. وبعد تطور إرادة المرأة وتصدرها المواقف، تواجه اليوم هجمات مختلفة، فيحاول الكثير من العملاء الذين يعملون لصالح قوى خارجية التشهير بثورة المرأة ويقفون ضد إرادتها إعلامياً أيضاً، لكن رسالتنا لهؤلاء الأشخاص الذين يقفون ضد وجود المرأة هو أننا نحن النساء نعلم ماذا ولماذا نعمل، لن نتراجع خطوة للوراء لا بالحرب الخاصة ولا بالتهديد والضغط”.
“الدعوة لتنظيم المرأة”
وفي ختام حديثها، دعت زهرة سليمان، الرئيسة المشتركة لـ PADÊ جميع النساء إلى تقوية تنظيمهن، قائلةً: “يجب ألا ننتظر أحداً ليمهد الطريق للمرأة حتى تستطيع تنظيم نفسها، يجب أن تناضل المرأة بنفسها وتقاوم لحماية نفسها وإرادتها، فحماية المرأة لا يتم إلا بيد المرأة وهي وحدها القادرة على منع الإبادة والهجمات ضدها”.
شنكال. روج نيوز