إذا أرادت المرأة الحياة

باقترابنا من الذكرى السنوية لإبادة 3 آب 2012التي أصبحت بحق مجتمعنا اليزيدي ومن تلك الذكريات الأليمة التي أبعدتنا عن الآلاف من نسائنا وأطفالنا، نتذكر جيداً في تلك الأوقات كيف كنا ننزح للجبال وكيف كان ضمير الإنسانية لدى حقوق الإنسان صامتاً وحتى لدى الحكومة العراقية. رأينا أيضاً حكام الذين كانوا متواجدين في المنطقة (البيشمركة) كيف كانوا يهربون ولم يقوموا بواجبهم بالدفاع عن المنطقة.

مع قروبنا من هذه الذكريات نجد الفرق الهائل بين وضعنا من قبل الإبادة ووضعنا الآن. في هذه الإبادة خسرنا الكثير والكثير من الوطن، النساء، الأطفال، الرجال والشيوخ خسرنا العديد منهم لكن بقي الأمل لنا. نعم نستطيع القول بأن الأمل الذي بقي لنا هي من صنع قوات الكريلا، وحدات حماية المرأة ووحدات المرأة الحرة ستار الذين أتوا إلى مساعدتنا وخلصونا من تلك الإبادة. الأمل الذي قدموه لنا قوات الكريلا جعلنا أن نتقدم ونتطور ونصنع إرادتنا بأنفسنا وبتلك الإرادة نقاوم ونحارب أعدائنا.

وضع المرأة في سنجار

من قبل الإبادة كانت المرأة تعيش حياة طبيعية. لكن مع الأسف الشديد كما نساء العالم تواجه العقبات والمصاعب المرأة اليزيدية أيضاً واجهت هذه العقبات ولا زالت تواجهها. الذهنية الذكورية كانت مسيطرة تماما على المنطقة إلى أنها كانت سهل من الأشواك مزروعة في طريق النساء، فلم تكن المرأة اليزيدية ولا حتى المرأة الكردية فقط ضحايا هذه الذهنية الذكورية كافة نساء الشرق الأوسط كن ضحايا لهذه الذهنية. في الحقيقة نحن كنساء وبشكل عام كنا نعاني العديد من هذه العوائق حتى أنه لم يكن لدينا حقوق خاصة بالمرأة، وحتى أننا كنا محرومين من أبسط الوظائف وحتى الدراسة لم يكن يسمح بالمرأة أن تعمل في الخارج، لأنهم يقولون عمل المرأة في المنزل وليس في الخارج. الشيء الذي يلفت الانتباه لدى المرأة هي في حين ذهابها للدراسة وتخرجها من المدرسة تريد أن تعمل كمعلمة في المدارس، لتقوم هي ببناء الأجيال وتربية الأطفال على الشكل الصحيح. في كثير من الأحيان كانت النساء تواجهن الذهنية الذكورية أثنائها ولم يكن يوجد وظائف خاصة بالنساء على سبيل المثال (حركة نسائية وحتى أي تنظيم تخص النساء). لهذا السبب المرأة لم تجد مكان لها ولدعمها وحتى أنها كانت تبقى بلا حل لذاتها. بالرغم من أنهن كن يتعرضون للإهانة فيبقن صامتات وفي حال أخرجن أصواتهن لا يرون بأحد يدعمهم. كما يقال في المجتمع: هذا هو قدر المرأة وتركت المرأة تحت القدر وهذا ما جعلت النساء تقبلنا بوضعهن ويقولون نحن نساء وهذا هو قدرنا ويبقن صامتات على ألامهم ومعاناتهم.

تعلو المرأة على آلامها

من كثرة معاناة المرأة من المجتمع والنظام المتواجد وعلى وجه الأخص المرأة اليزيدية في سنجار تعلمت من الحياة الكثير من الأشياء. الإبادة التي تعرض لها اليزيديون كانت أقوى دافع للمرأة كي تقوم بالعمل على نفسها وتطوير نفسها. نحن كمجتمع يزيدي وعلى وجه الخصوص المتواجدون في سنجار خضعنا للكثير من الإبادات. وفي عام 2014 الذي ساعدنا في الإبادة هم قوات الكريلا وهم أصبحوا للنساء أملاً. نحن كمجتمع الإيزيدي المقاومة والنضال ليس شيئاً جديداً بالنسبة لنا، لأنه إذا تحدثنا عن تاريخنا نرى العديد من الشخصيات والنساء البارزات والمناضلات كظريفة أوسي وهي من النساء المقاومات والتي وقفت بوجه الإبادة العثمانية التي حلت علينا الإيزيديين. كان لديها أربعة أولاد وقتها فقامت هي وأولادها بمحاربة العدو مع محما عبده وكان من وجهاء المجتمع الإيزيدي. طبعاً هذه هي وحدة من البطولات التي زكرتها لكم لدينا الكثير من البطولات في التاريخ مثلها. كانت للمرأة الإيزيدية القوة والإرادة وحتى المجتمع الإيزيدي بأكمله ومن بعد مجيئ قوات الكريلا أصبحت هذه الإرادة والقوة أقوى بكثير من الماضي. أصبحت هذه الإرادة والقوة مبنية على تنظيم، لكن في الماضي كان النضال والمقاومة بشكل شخصي وليس كما الآن، ومن بعد الإبادة أصبح تنظيم وإرادة قوية وموحدة وبهذه الإرادة الموحدة كانوا يحاربون ضد العدو وهذه كانت الخطوة الأولى نحو النجاح.

بعدما استطاعت المرأة الإيزيدية الحصول على المرتبة الراقية داخل المجتمع وخارجها بالأخص من بعد ما تعرفت على فكر القائد آبو تغيرت كثيراً، لأنها في بداية هذا التنظيم تتعرف المرأة على فكر القائد آبو الذي يصنع من النساء إرادة فولاذية. بالإضافة إلى صنع قوة خارقة لدى النساء والمرأة من خلال هذه القوة تستطيع أن تتحدى أي شي وفي نفس الوقت يرحل عنها الخوف والخجل المزروع في المرأة. من بعد ما تتعرف المرأة على جوهرها الحقيقي تستطيع أن تناضل وتحارب وتقف بوجه غير الحق وتحرر مجتمعها ووطنها وحتى ذاتها.

فكر القائد عبد الله أوجلان أصبح جسراً

فكر القائد عبد الله أوجلان أصبح جسراً للمرأة كي تتخلص من العواقب والمعاناة والمرأة سلكت هذا الجسر لتسير نحو الحرية. تأثرت المرأة الإيزيدية كثيراً من فكر القائد عبد الله أوجلان تأثيراً إيجابياً وعبارة القائد عبد الله أوجلان التي تقول (حرية المرأة هي حرية المجتمع) وأصبحت دافعاً للمرأة كي تقتنع بنفسها ومن دون تحرر المرأة في المجتمع لا يستطيع المجتمع التحرر أيضاً. أصبح فكر القائد عبد الله أوجلان نوراً في الظلام التي تعيش فيها المرأة لترى ما حولها وحتى أنها تستطيع أن تسير بإرادتها كي تعلو من صوتها وتعمل من أجل كل النساء.

حركة حرية المرأة الإيزيدية التي صنعت الأمل للمرأة اليزيدية والآن جميع نساء اليزيدييات تحت غطاء هذه الحركة ينظمون نفسهم وحتى يصبحون قوة الانتقام للإبادة التي جرت.

راديو صوت جرا شنكال

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى